مخاطر عقار "أفانديا" تعود لدائرة الجدل مجدداً

كشف تقرير شديد اللهجة لدائرة الدواء والغذاء الأمريكية، الجمعة، أن عقار "أفانديا" Avandia المخصص لمعالجة السكري، ربما له أعراض جانبية أخطر بكثير مما كشف عنه تقرير أعدته الشركة المصنعة له، غلاكسو سميث-كلاين، حول العلاج الذي حامت حوله الشبهات مؤخراً لجهة احتمال تسببه بأمراض القلب.
 وشكك د. توماس ماركنياك في دقة تقرير "غلاكسو سميث كلاين" حول أفانديا"، مشيراً إلى عيوب تخللته وتضمينه بيانات غير دقيقة، وتجاهل متابعة تقارير عن المشاكل الصحية التي تسبب بها للمرضى جراء تناول العقار، ومن بينها تقارير عن وفيات، ووصف تصميم التقرير بأنه "غير مناسب ومنحاز".

ونشر تقرير "دائرة الدواء والغذاء"، إلى جانب الآلاف الصفحات من الوثائق الإضافية التي تمت دراستها من قبل لجنة الدائرة الحكومية، وذلك قبل أسبوع من اجتماع مقرر ستجري فيه مناقشات سلسلة من الخطوات التي قد تتخذ من بينها ربما سحب "أفانديا" من الأسواق". وكانت دراسات علمية سابقة قد خلصت إلى أن أفادنيا يرفع خطر الإصابة بالأزمات القلبية، بين متعاطيه، بواقع 43 في المائة.

ويذكر أن الشركة المصنعة قد ردت على الجدل المثار بشأن الأعراض الجانبية للعقار بدراسة رسمت صورة مطمئنة أكثر من الواقع، وشمل البحث 4447 مريضاً.

ووفق البحث، خلصت المقارنة بين "أفانديا" وعقارين آخرين من الأدوية القديمة المعالجة للسكري، بالتأكيد بأن العقار لا يزيد من مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية، في البحث الذي نشرته نتائجه الكاملة في دورية "لانسيت" الطبية العام الماضي.

وفي فبراير/شباط الماضي، كشف تقرير لإحدى لجان مجلس الشيوخ الأميركي أن "أفانديا" مرتبط بإصابة عشرات الآلاف بأمراض القلب، وأن شركة "غلاكسو-سيمث-كلاين" تعرف بالأمر منذ سنوات وحرصت على إبقاء الأمر طي الكتمان عن عامة الناس. وانتقد التقرير الذي أعد للجنة مجلس الشيوخ للشؤون المالية، والذي جاء في 334 صفحة، إدارة الغذاء والدواء الحكومية، قائلاً إن الهيئة الاتحادية التي تنظم المسائل المتعلقة بالأدوية والدخان والأغذية، إما أنها تجاهلت أو أبطلت المخاوف المتعلقة بالسلامة التي توصل إليها موظفوها.

وقال السيناتو ماكس بوكوس، العضو الديمقراطي في اللجنة "من حق الأميركيين أن يعرفوا بوجود مخاطر صحية تتعلق بعقار 'أفانديا' وتتحمل شركة غلاكسو سميث كلاين مسؤولية إبلاغهم بذلك، إن المرضى يثقون بشركات تصنيع الأدوية غير أن الشركة أساءت هذه الثقة التي منحوها لها، وأمنوها على حياتهم". ورفضت الشركة المصنعة للدواء هذه النتائج مصرة على أن العقار آمن.

وقالت "نحن لا نتفق مع نتائج التقرير، لقد راجعت إدارة الغذاء والدواء البيانات وتوصلت إلى أنه يجب طرح العقار في الأسواق". ووفقاً لتقرير لجنة مجلس الشيوخ، فقد قدر علماء إدارة الدواء والغذاء الأمريكية في يوليو/تموز 2007، أن عقار "أفانديا" تسبب بإصابة نحو 83 ألف شخص بأزمات قلبية، منذ طرح العقار في الأسواق. وقالت الشركة المصنعة إنها تدرس احتمال إصابة متعاطي العقار بأمراض قلبية عندما كشف الأمر للمرة الأولى عام 1999، وفي وقت لاحق حاولت الشركة أن تتلاعب بالنتائج لتقليل الأضرار المترتبة على ذلك. وردت الشركة على تقرير مجلس الشيوخ بالقول إن النتائج التي يعتمد عليها التقرير قديمة وعفا عليها الزمن.

ليست هناك تعليقات for "مخاطر عقار "أفانديا" تعود لدائرة الجدل مجدداً"